"الكحة مش بتخف وتقريبًا اتحولت لحساسية"
هل سمعت هذه العبارة كثيرًا؟
الكثير منّا يظن أن الكحة تستمر بسبب الحساسية أو أنها تتحول لحساسية فهل هذا صحيح؟
الحقيقة أن الكحة لا تتحول لحساسية، وإنما هي طبيعة الجسم إذ يكون أكثر تحسسًا من غيره، فعندما يصاب بنزلات برد وسعال يصبح أضعف مناعيًا فتظهر أعراض الحساسية التي يعاني منها الشخص من الأصل.
يعاني الصغار قبل الكبار من أعراض حساسية الصدر بنوباتها المتكررة التي تُصيبهم صيفًا وشتاءً، فهي من الأمراض المزمنة والشائعة في مراحل العمر المختلفة، ما أعراضها؟ وهل هناك طرق لعلاجها أو الوقاية منها؟
حساسية الصدر هي ضيق في الشعب الهوائية، نتيجة للتعرض لمهيج يتسبب عنه التهاب في جدار الخلايا، وتورم وتكوين مخاط كثير، ما يؤدي إلى الشعور بنوبات من ضيق التنفس والسعال المزمن، وتزداد هذه الأعراض في أثناء الليل أو عند وقت الفجر، ويسهل استثارة الجهاز التنفسي للشخص المصاب بالحساسية الصدرية ببعض الأطعمة أو مكسبات الطعم أو التغيرات الجوية أو التعرض للأتربة وبعض الروائح أو الإصابة بالأمراض الفيروسية.
أعراض حساسية الصدر:
- صعوبة في التنفس.
- كحة.
- صفير في الصدر خلال التنفس.
- زيادة معدل التنفس.
- ألم بالصدر.
- سعال حاد بعد الضحك أو التعرض لتيار بارد.
- صعوبة في الكلام من كثرة تكرار الكحة.
- سيلان الأنف.
- زرقة في الشفاه.
- احمرار في العين.
تظهر معظم الأعراض لدى الكبار، ولكن تنتشر بين الصغار بالسيلان المستمر للأنف، والكحة الجافة التي تزيد مع المجهود وخلال فترة الليل، وتستمر لفترة طويلة تزيد عن 3 أسابيع.
أسباب حساسية الصدر:
- العوامل الوراثية عندما يكون الأب أو الأم أو كلاهما مصابًا بالحساسية الصدرية، يكون أطفالهما أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- يصاب 60 - 80% من مرضى حساسية الأنف بحساسية الصدر، وتزداد أيضًا مع مرضى ارتجاع المريء.
- قد تظهر أعراض حساسية الصدر، كأعراض جانبية مع بعض الأدوية، مثل أدوية الضغط.
- تغير المواسم، فتقلبات الطقس المفاجئة التي تتمثل في هبوب الرياح، تنقل المواد المهيجة والمثيرة للحساسية.
علاج حساسية الصدر:
يكمن علاج حساسية الصدر في الابتعاد عن مهيجاتها ومسبباتها، ولكنها تعدّ مرضًا مزمنًا تختفي أعراضه لفترات طويلة، دون أن يتم الشفاء منه نهائيًا، وقد وُجد أن الأعراض تقل عند 60% من الأطفال المنتظمين على العلاج وتتحسن حالتهم سنة بعد الأخرى حتى تختفي تمامًا، ولكن من الممكن أن يعاود المرض الظهور مرة أخرى في منتصف العمر.
تتنوع أدوية الحساسية ما بين الشراب والأقراص والبخاخات، ويُفضل استخدام البخاخات، لأنها سريعة المفعول وتصل إلى الرئة مباشرة، كما أن تركيزها يكون أقل من باقي أنواع العلاج، وبالتالي تقل أعراضها الجانبية وهناك أنواع مختلفة منها لتناسب الرضع والأطفال.
وينقسم العلاج إلى:
1- علاج مهدئ يطلق عليه موسّع للشعب سريع المفعول، يستخدم عند اللزوم لتوسيع ما تسببه الحساسية من ضيق ويؤخذ عند الشعور بالأعراض.
2- علاج وقائي يؤخذ عند الشعور بالتحسن ويستمر لفترة طويلة، لمنع حدوث الالتهاب المزمن في الشعب، ولا يجب أن يؤخذ في أثناء الحالة الحادة، مثل الكورتيزون عن طريق الاستنشاق، ويكون ذلك طبعًا بالجرعات المناسبة التي لا تسبب آثارًا جانبية حتى مع الأطفال.
الوقاية من الإصابة بالحساسية:
للوقاية من الحساسية الصدرية، يجب تجنب التعرض للعوامل المسببة لها.
1. الابتعاد تمامًا عن التدخين والمدخنين.
2. تجنب التعرض للروائح النفاذة، مثل زيوت الطهي والشواء والقلي والعطور القوية والبخور، وكذلك المواد المستخدمة في أعمال النظافة المنزلية ومعطرات الجو، ومسببات التلوث البيئي، مثل: عادم السيارات ونشارة الخشب ومواد الدهان والطباشير.
3. الحرص على عدم التعرض للتيارات الهوائية، والتغيير المفاجئ في درجة الحرارة، لأنه عامل مهم في حساسية الصدر.
4. عدم التعرض للالتهابات الشعبية الفيروسية والابتعاد عن مصادر التلوث الهوائي.
5. تجنب تربية الحيوانات والطيور، التي تحتوي على ريش أو شعر، مثل القطط والعصافير.
6. عمل جدول لمتابعة الأعراض في أثناء فترة العلاج، لتحديد مدى فاعليته وتعديل خطته.
7. تجنب تناول الأدوية التي تهيج الرئة.
8. تجنب الأتربة والعث المنزلي، بتعريض مراتب البيت وجميع مفروشاته للشمس بصفة مستمرة، أو لدرجة حرارة ساخنة جدًا من خلال المكيف أو المدفئة، وغسل المفروشات بماء ساخن كل أسبوع، وكذلك الملابس التي تحتوي على قطيفة أو وبر أو فرو.
9. تشجيع الأطفال على ممارسة السباحة، لأنها تساعد على التخلص من حساسية الصدر وتعمل على توسيع الشعب.
10. تطعيم الأطفال ضد الأنفلونزا الموسمية، لتجنب الالتهابات الشعبية الفيروسية، وتقليل فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي التي تزيد من الأعراض.
11. منع الطفل من تناول الأطعمة التي قد تزيد من الحساسية مثل الفول السوداني.
12. الاعتناء بنظافة ألعاب الأطفال التي تحتوي على فرو أو المحشوة بالقطن وتقليل اللعب بها أو تجنبه.
13. إبعاد الطفل عن الغرفة في أثناء وبعد نظافتها من التراب لمدة ساعتين، سواء كان هذا بواسطة المكنسة الكهربائية أو بالنفض اليدوي.
لا يعني كل دور برد يصحبه سعال أن الشخص مصاب بحساسية صدرية، ولكن إذا تكررت أدوار البرد وفي كل مرة، تصل فيها الأعراض إلى نوبات متكررة من السعال الجاف وضيق التنفس مع صفير أو أزيز في الصدر في أثناء التنفس، وتشتد هذه الأعراض مساء، وفي الصباح الباكر أو مع التعرض للمهيجات، ففي هذه الحالة، تُشخص الحالة بأنها الحساسية الصدرية.