التعليم
منذ القدم كان الأطفال يتلقّون تعليمات خاصّة، ولم تكن المدراس بشكلها الآن، لكنّها كانت بشكل أو بآخر، وبمنظورنا اليوم نرى أيّ إنسانٍ لم يحظ بحظّ التعليم، قد خسر شيئاً مهماً في حياته، وبالإسلام كان للعلم والتعليم الأهميّة الكبرى، فكانت أول كلمة نزلت بالقرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿اقرأ﴾، وقال تعالى عزَّ وجل في القرآن أيضاً: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ (سورة الزمر : الآية التاسعة)، وحثّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كثيراً على التعليم وأهميّته، حتى أنّ أسرى بدر تمّ تحريرهم بطريقة تؤكّد على أهميّة التعليم، فكأنّ الأسير المتعلّم يعلّم مسلماً ليحظى بحريّته.
التعليم اليوم
في عصرنا اليوم بات التعليم شيئاً لا يمكن إنكاره؛ فالتعليم محرّك حيوي لمختلف الأعمال، فصار ضرورةً لتنمية الاقتصاد والحياة بمختلف مساراتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والحيويّة، فما التقدّم التكنولوجي الاقتصادي إلّا نتاج العلم والتعليم، فكلّ الدول التي بات معروفاً عنها أنّها (دول متقدمة) هي بالضرورة دول تهتمّ بالتعليم، وإنّ تقدّمها ما هو إلّا نتاج الاهتمام بالتعليم؛ فالتعليم هو الأوليّة لهم قبل برامج الدّفاع والطاقة وغيرها. وتعرّض التعليم اليوم لتطوّرات كثيرة، فلا بدّ أن يكون للتغيّرات على النطاق العالمي أثر على التعليم؛ فالكمبيوترات منذ مئة عام مثلاً كانت حكراً على العلماء، والآن باتت متطلّباً أساسيّاً لكلّ مدرسة؛ وبل لكل طالب، وبات العلم ليس محصوراً على ما يقوله الأساتذة في المدارس، فبات من الممكن أن يتعلّم المرء لوحده، فالتعليم بات مفتوحاً على كافّة الأصعدة والأعمار والأجناس والجنس، وفي دول كالعراق مثلاً قبل عشر سنوات كانت نسبة الأميّة تبلغ 0%. ولتطوير التعليم صار لا بدّ من البحث العلمي والتجريبي للحصول على نتائج أفضل الطرق التعليميّة، وبات من المهم البحث التجريبي بشكلٍ خاص؛ فهو يحدّد المجتمع الخاص لكلّ إقليم؛ حيث تختصّ النتائج لهذا الإقليم بشكل خاص، فصارت الأبحاث الخاصّة بشهادة الماجستير والدكتوراة غالباً تجريبيّة لحصر النتائج واستخلاص الحلول لبرامج التعليم المختلفة.
التعليم هيئة مستقلّة
من المهم فصل التعليم عن السياسة، فكما يفصل القضاء عن باقي السلطات يجب فصل التعليم عن الوزارات المتغيّرة؛ فنتائج الأبحاث التجريبيّة تحتاج إلى وقت حتى تستخلص ويتمّ التخطيط لها، ووقتٍ حتى تنفّذ، ووقت أكثر حتى تخرج ناتجاً، ووقتٍ لتقييم الناتج. وللوصول إلى تعليم عادل وشامل يجب أن يتعلّم كل فرد، ويجب تطوير النظام التعليمي، ويجب أن تتكافأ الفرص التعليميّة في كافّة المراحل، وتتطوّر وزارة التعليم لتصير كياناً مستقلاً.