تنتظر الأمهات مرحلة دخول الحضانة بفارغ الصبر، حتى تتفرغ لحياتها أو عملها، ولكن قد تفاجأ بإصابة متكررة للطفل خاصة نزلات البرد والنزلات المعوية، وتبدأ تشتكى من قلة مناعته.. كيف نقوى إذن مناعة أطفالنا؟
يقول د.أحمد السعيد يونس استشارى طب الأطفال إن الطبيب هو الوحيد القادر على تحديد إذا كانت مناعة الطفل ضعيفة، والسبب فى ذلك، ، ولكن للأسف كثير من الأمهات عند ارتفاع درجة حرارة ابنها مثلا تعتبر هذا شيئا خطيرا يجب مواجهته بالمضاد الحيوى، وبدافع الكسل عن الذهاب للطبيب أو بدعوى أن الكشف مرتفع الثمن، فتقوم الأم بطلب نفس المضاد الحيوى حتى تعجل بشفاء الطفل لكى يذهب إلى الحضانة أو المدرسة، وقد لا تلتزم بنفس الجرعة والمدة المطلوبة، وهنا يتعرف الجسم على المضاد لكثرة استخدامه ويكون أجساما مضادة له، ومن ثم لا يحقق الشفاء، وتغفل الأم أن هذه المضادات لها مضاعفات على صحة الطفل أقلها فقدان الشهية. ويضيف أن سوء استخدام المضادات يضعف مناعة أطفالنا لأن الميكروبات أصبحت لديها مناعة كبيرة ضد المضادات، لذلك تعد مصر أسوأ دولة بين الدول الأوروبية بل والعربية أيضا فى استخدام المضادات.
ويشير إلى أن هناك وسيلتين مهمتين للحفاظ على مناعة الطفل هما النظافة الشخصية والتى يجب تعليمها للأطفال فى الحضانات والمدارس أولاهما غسل الأيدى قبل الأكل وبعده، وغيرها حتى نقلل من فرص نقل العدوى على جلد وفم الطفل، والوسيلة الثانية هى التأكد من مصدر أكل الطفل، فإعطاء الأطفال مبلغا من المال لشراء مأكولات من الشارع يعرضه لالتهاب معوى والتهاب كبدى (أ) والتيفود وغيرها من الأمراض. وقد تستمر مناعة الطفل ضعيفة، خاصة إذا كان مصابا بفقر الدم، مما يجعله أكثر عرضه للعدوى، لأن بعض الأمهات قد ترسل طفلها الى المدرسة ببعض «الكحة» مما ينقل العدوى لباقى الأطفال، ويتحول الأمر من نزلة برد خفيفة إلى نزلة شعبية.
ويوضح استشارى طب الأطفال أنه لا داعى مطلقا للقلق عند ارتفاع درجة الحرارة لأن الله تعالى خلق جسم الإنسان بثلاثة أجهزة مناعية مهمة، الجهاز الأول هو الجلد ويعطى الطفل مناعة عالية بالمحافظة على سلامته ونظافته، والجهاز الثانى هو الأمعاء التى تحتوى على كثير من الخلايا التى تقاوم أى ميكروب ضار، ويهاجمه إلا إذا كانت كمية كبيرة تخترق الجهاز المناعى، أما الجهاز الثالث فهو كرات الدم البيضاء والأجسام المضادة للميكروبات والفيروسات وهى موجودة فى الجسم بعدد قليل، ولكن مع دخول أى ميكروب للجسم تلتقط صورة له لتتعرف عليه ثم تخصص خلايا من كرات الدم البيضاء لمهاجمة هذا الجسم الغريب. خلال هذه المعركة يحدث ارتفاع فى درجة الحرارة وهو عرض وليس مرضا، وتدل على أن جسمه حى ويقاوم، وبالتالى لا داعى من إعطاء الطفل مضاد حيوى لأنه سيقضى على الميكروب سريعا، وبالتالى لن يستطيع الجسم التعرف عليه لمقاومته فى المرة القادمة، والمفروض هو إعطاء الجسم فرصة من يومين لثلاثة سيحدد الطبيب بعد الكشف على الطفل وتحديد السبب (إذا كان السبب وجود فيروس أم لا) .. كما يوصى بعدم استئصال اللوزتين إلا إذا تحولت إلى «بؤرة»، صديدية فهما بمثابة مصفاة للجسم ضد الميكروبات وأشهرها الميكروب السبحى، ويحذر من إعطاء «البنسلين» دون داع.
وعن أدوية زيادة المناعة، يقول د. أحمد إنها تساعد الجسم على تنشيط الجهاز المناعى، ومعظمها مكون من خلاصة نباتات، وبالتالى لا ضرر من استخدامها، ولكن تحت إشراف الطبيب لأنه هو الوحيد القادر على تحديد أولا هل مناعة الطفل ضعيفة أم لا والسبب، فإذا كان الطفل يعانى من الأنيميا أو «أميبا» فإن أدوية زيادة المناعة لن تفيده إطلاقا.