طلب المساعدة يخفف الكثير عن الأم ويعطيها الفرصة للراحة ولو لساعة، وعادة ما تطلب المساعدة من والدتها التي تكون سعيدة ومستعدة لذلك احتفالًا بوصول حفيدها، لكن بسؤال عدد من الأمهات اعترفن بحزن أن الحقيقة غيرت كل التوقعات.
بدأت البنت حديثها: "أحاول دائمًا تجنب الحديث عن هذا الموضوع لأنه يشعرني بالحزن ولكنه في النهاية جزء من حياتي، فأمي لا تعرض المساعدة أبدًا وحاولت في أكثر من مرة أن ألمح لها من خلال الحديث عن أمهات صديقاتي ولكنها تتهرب من الموضوع، هى تحب ابني جدًا ولكنها لم تتقبل دور الجدة بعد وتخبرني في كثير من الأوقات بأنها لا تصدق بعد زواجي وكوني أم لأني بهذا أجعلها تبدو أكبر من عمرها الحقيقي".
أما يمنى، فصرحت: "مشكلة أمي التوتر وجهلها بما يمكن تقديمه أو فعله للرضيع، وهى تنقل توترها وطاقتها السلبية لي دون أن تشعر، وفي حالة تركت ابني معها لقضاء مشوار ما، تتصل بي أكثر من مرة فقط لتخبرني بأن ابني يبكي وأنها جربت كل شيء دون فائدة، لأجد نفسي أترك ما أقوم به لأعود وأنقذ الموقف".
ومنها إلى عاليا، التي قالت: "تتهمني أمي بأني شخص ضعيف ولا يتحمل المسؤولية وتعتبر أي شكوى مني أني لست مسيطرة على الوضع، وتظل تكرر الحكايات نفسها عن المجهود الذي بذلته في تربيتي أنا وأختي وكل التحديات التي واجهتها دون أن تشتكي، وكأني أقوم بشيء غريب حينما أفضفض وحينما ألمح لها بأني احتاج مساعدتها، فتجيب: "أنا رسالتي تمت، أنتِ تتحملي مسؤوليتك".
دون تفكير طويل، قالت: "لا أستطيع الحديث في هذا الأمر مع أحد وأخفي إحساسي قدر المستطاع، فأمي تحاول إسعادي بالطريقة التي تراها مناسبة وهي بالنسبة لها تقصير زوجي في إحضار من يساعدني وأنا أعلم ظروف زوجي الحالية، التي لا تسمح بذلك، ولكنها تحاول الضغط بعدم عرض أي مساعدة حتى أبدأ في طلب المساعدة من الخارج".
بضحكة عالية، أخبرتنا سمر عن مشكلتها: "تزوجت في أواخر العشرينيات، وهي بالنسبة لأمي سن متأخرة جدًا ودائمًا ما تلومني بأني تزوجت وأنا كبيرة –في رأيها- وبأن إحساسي بالتعب أو الإرهاق يعود للسبب لنفسه، وعند الحديث معها عن احتياجي لمساعدتها في بعض الأمور، ترد بأنها كبرت وصحتها لا تساعدها على الرغم من كونها شخصية نشيطة وتخرج كل يوم. لا يمكن أن أنكر فرحتها وحبها لابنتي، ولكن في حدود اللعب لدقائق ثم تتركها لي".