يعاني أبناؤنا الآن من صعوبة مناهج التعليم التي يدرسونها وعقم طرق التدريس التي تقتصر فقط على حفظ المعلومات لوقت قصير ليتم استرجاعها في الامتحانات فقط والتخلص منها بلا رجعة بعد ذلك. ولكن هناك دائمًا فرق بين حب المعرفة واكتساب المعلومات الجديدة والبحث عن وسائل مبتكرة لتوصيل المعلومات عن الاستذكار فقط لدخول الاختبارات والنجاح فيها. ولأن أبناءنا هم أمل الغد والجيل الذي نتمنى أن يحصل على مستوى أفضل في كل شيء، لذلك نحاول -كأمهات- أن نقدم لهم طُرقًا جديدة تحفزهم على حب التعلم والإبداع وليس فقط الحفظ عن ظهر قلب لدخول الاختبارات.
في هذا الموضوع نقدم بعض الوسائل التي قد تجذب طفلك للتعليم بعيدًا عن أساليب الحفظ والتكرار بحيث يمكنكِ تنفيذها خلال أوقات مذاكرتك معه أو تناقشين معلمة الفصل فيها لكي تنفذها مع الأطفال في المدرسة.
استخدام التطبيقات التعليمية
ابتعدي عن الطرق التقليدية التي تقتصر على الكتاب والورقة والقلم واستخدمي التطبيقات والبرامج التعليمية وعروض الباور بوينت والرسوم التوضيحية المتوفرة على شبكة الإنترنت؛ لمساعدة طفلك على فهم المواد الدراسية واكتساب المهارات الأساسية؛ حيث إن المشاهدة تزيد من قدرته على الحفظ والتركيز، كما أنها ستضفي جانبًا من المتعة على العملية التعليمية.
حيلة التمثيل
من المؤكد أنك ستلاحظين اختلافًا بنفسك إذا شاهد طفلك فيلمًا أو مسرحيةً للقصة التي يدرسها أو فيلمًا وثائقيًا لرحلة ما في جسم الإنسان بدلاً من دراستهم في هيئة سطور مكتوبة أمامه؛ لأنه سيتفاعل مع ما يشاهده ويركز فيه ويفهمه أفضل. كما أن الأطفال يحبون تقمص الأدوار والتمثيل، فما المانع بأن تصبحي التلميذة وهو المعلم وتجعليه يشرح لك دروسه وكأنكِ تخطئين مثله وهو من يصحح لكِ الأخطاء بطريقة تجذبه وتحببه في الأمر وتُثبت المعلومات في ذهنه بدلاً من أن تلقنيها له مما يمنحك فرصة تحديد مواطن الضعف لديه لتعملي على تحسينها.
التدريس عن طريق التجارب
لا تدعي الفرصة تفوتك إذا كان بإمكانك شرح أي معلومة له عن طريق إجراء التجارب الحقيقية التي تنمي فيه روح البحث والمثابرة مثل تجربة زرع نبات ما لديكم في المنزل أو إحضار نبتة صغيرة وشرح مكوناتها أمامه وتجعليه يمسك بها ويتأملها وتسجلان ملاحظاتكما سويًا.
التدريس من خلال الطعام
طبقي أساليب مختلفة للتدريس من خلال الطعام، مثل أن تطلبي منه ذكر ألوان الفواكه التي اشتريتها وأن يعدها معك وإجراء بعض عمليات الجمع والطرح عن طريقها أيضًا وذكر فوائدها وموسمها. كما يمكنك مثلًا أن تصنعي فطيرة على شكل رقم، أو أن تزيني طبقه بأحرف معينة بالكاتشاب، وقبل أن يبدأ بالأكل تطلبي منه أن يقرأ الكلمة وأن يربطها بشيء يعرفه، أو أن يضعها في جملة مفيدة.
التعلم باللعب أو الرسم
هناك طرق جديدة ومبتكرة لربط التدريس باللعب مثل نظام منتسوري الذي يعتمد على الابتعاد عن زخم المعلومات ومبدأ التلقين والحفظ ويركز على قدرات الطفل على استيعاب المعلومة بصور تثير اهتمامه، فيمكنك استخدام أنواع مختلفة من أساليب التعلم الترفيهية من خلال بعض الأعمال الفنية أو الألعاب أو الأشكال والبطاقات التعليمية الملونة التي تعززِ رغبة طفلك في التعلم.
المكافآت والمحفزات
يجب عليك أن تحفزي طفلك وتشجعيه بجوائز من النوع الذي يفضله مثل أن تسمحي له باللعب على الكمبيوتر أو مشاهدة فيلم الكرتون المفضل لديه أو حتى ببعضٍ من الملصقات والحلوى أو الثناء عليه ومدحه وتشجيعه مما يساعده على بذل مجهود أكبر. ولكن احرصي على الوسطية لكي لا يتحول هذا لأسلوب للرشوة يصنع من طفلك شخصية لا تطيعك إلا بثمن.
الابتعاد عن التوبيخ والتثبيط المستمر
لا تبالغي في تحميل طفلك فوق طاقته وتذكري دائمًا أن تركيزك على تفوق طفلك بطريقة التوبيخ والنقد المستمر قد يدمر حبه للتعلم. وامتنعي عن نعته بالغباء أو عدم الفهم مما يجعله يتصرف على أساس ما وصفته به، فعقله سيطبع هذه الصورة عن نفسه وسيصنع من نفسه إنسانًا غبيًا. كما يجب عليكِ عدم مقارنته مع غيره من إخوانه أو أقرانه.
توسيع مدارك طفلك والرد على تساؤلاته
شجعي طفلك على القراءة والإكثار من الأسئلة التي تساعده على توسيع مداركه. وشاركيه في الأنشطة الرياضية أو الألعاب الإبداعية التي تجعله يطور مهاراته وقدراته العقلية. واحرصي أيضًا على ذهابه إلى رحلات علمية للمتاحف والمواقع التراثية والمعارض والمكتبات والسفر معه لترسيخ المعلومات في ذهنه وتعزيز روح المغامرة والشغف لتعلم أشياء جديدة.
وأخيرًا، اعلمي جيدًا عزيزتي الأم أنك أفضل مدرسة لطفلك؛ فلا تُلقي المسؤولية بالكامل على عاتق المدرسة فقط وتتغافلي عن دورك الهام معه، ولكن في نفس الوقت احرصي على اختيار المدرسة المناسبة له وكوني على اتصال مع مدرسيه لتتعرفي على هواياته وسلوكياته ومواطن ضعفه عن قرب لتتمكني من التعامل معه بطريقة ناجحة.