منذ أن أشرقت شمس الإسلام على البشريّة، وتعاليم الإسلام وتشريعاته تعلي من شأن الإنسان وترتقي به، وقد كان للمرأة نصيبٌ في تسليط الضّوء والاهتمام عليها، فهي نصف المجتمع وأمّ الرّجال والمدرسة التي تربّي الأجيال، وقد استوصى بهنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام خيرًا، وأمر بحسن معاملتهنّ والرّفق بهنّ.
كما أعلى الإسلام من شأن المرأة وأعطاها حقّها في أمور كثيرة كانت الجاهلية والحضارات الأخرى قد منعتها عنها، فأعطاها الإسلام حقّها في الميراث، وحقّها في أداء دورها في المجتمع وبما يتناسب مع صفاتها الأنثويّة.
كما حرص الإسلام على تعليم المرأة وتثقيفها، حتّى ظهرت كثيرٌ من النّساء المشتغلات بالفقه والشّريعة، وبرزت من بين أمهات المسلمين السّيدة عائشة التي حملت كثيرًا من العلم والفقه النّبوي إلى النّاس، وإنّ أهميّة تعليم المرأة تتجلّى في أمور كثيرة نذكر بعضها في هذا المقال.
أهميّة تعليم المرأة
النّهوض بعقليّة المرأة وتوسيع مدراكها وطريقة تفكيرها، فالتّعليم هو طريق معرفة ما حولنا وفهم متغيّرات الكون والحياة، كما أنّ العلم بأدواته المختلفة يعمل على تنوير العقول، واستثارتها، وتحفيزها للتّفكير والإبداع والتّحليل، كما يعمل على توسيع مدارك الإنسان وتنويع طرق تفكيره.
تأهيل المرأة لخدمة مجتمعها، فالمجتمع يحتاج لجهود المرأة باستمرار لتقف جنبًا إلى جنب مع الرّجل تقوم بالمهام التي تتوافق مع صفاتها وقدراتها النّفسيّة والجسمانيّة؛ وبأداء المرأة لدورها في المجتمع تتكامل الأدوار في سبيل تقدّم المجتمع ونهوضه. تعليم وتربية الجيل، فالمرأة حين تعدّ الإعداد الصّحيح تصبح مؤهّلة لتقدّم الرّسالة التّعليميّة والتّربويّة التي ينتظرها المجتمع منها، لذلك نرى في مجتمعاتنا المعاصرة كثيرًا من المعلّمات المؤهّلات في مدراسنا الذين يقدّمون رسالة نافعة لأمّتهم ومجتمعهم.
تعليم المرأة لكي تعمل بما تعلّمته، فنحن نرى في كثيرٍ من الأحيان كيف تشارك المرأة زوجها في مسؤوليّة الإنفاق على الأسرة بسبب كثرة المسؤوليّات وصعوبة العيش وتحصيل الرّزق، و لا يتخيّل أحد أن تقوم المرأة بهذه المهمّة التّطوعيّة الجليلة بدون أن تتعلّم وتدرس لتحصل على الشّهادات العليا التي تؤهّلها للعمل بما تعلّمته، والحصول على الرّاتب الذي تنتظره للمشاركة في الإنفاق على أسرتها.
القضاء على الأميّة في المجتمع ومكافحة الجهل، فمن سمات المجتمعات المتقدّمة شيوع التّعليم فيها، بينما ترى المجتمعات المتخلّفة تكثر فيها الأميّة وخاصّة بين النّساء، وكلّ هذا ينعكس سلبًا على المجتمع.
الجانب النّفسي في التّعليم؛ فالمرأة حينما تقبل على التّعلم تشعر بقيمتها في المجتمع، وهذا يؤدّي إلى شعورها بالرّضا والاستقرار النّفسي، كما تقلّ المشاكل والخلافات بينها وبين محيطها بسبب امتلاكها لأدوات حلّها.