كيف تعمل دراسة جدوى
دراسة الجدوى تعد دراسة الجدوى دراسة متخصّصة لتقييم مدى صلاحيّة مشروع مُعيّن يُراد تنفيذه، ومعرفة مدى نجاحه وتحقيقه للأهداف المطلوبة.
وفي هذه الدراسة يتم وضع سؤالين في الحسبان:
· هل يمكن تنفيذ المشروع أم لا؟ ولماذا؟
· إذا كان المشروع سيُنفذ، فكيف سيُنفذ من الناحية الفنية والاقتصادية والقانونية؟
أهمية دراسة الجدوى
دراسة الجدوى هي عمل جماعي يمارسه متخصّصون في الميادين القانونية والبيئية والتسويقية؛ حيث يُقدّمون دراسة واضحة للمستثمر لتجنب الخسارة أو إعطاء المستثمر بديلاً استثمارياً آخر ناجح، كما أنّ جوهر المشكلة سيرتبط أولاً بحاجات أفراد المجتمع وثانياً بندرة أو شح الموارد اللازمة للمشروع. وفي أحيان كثيرة تظهر أهميّة دراسة الجدوى في حالات إجراء استبدال لمنتجات بمنتجات أخرى قد يكون الإقبال عليها أكبر أو تكون مربحةً أكثر للمستثمرين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ البنوك بشكل عام لا تُعطي أيّة قروض صغيرة كانت أم كبيرة لأيّ نوع من المشاريع دون أن يتقدّم صاحب المشروع بدراسة جدوى دقيقة وتفصيلية مكتوبة.
ملاحظات هامة لدراسة الجدوى
يمكنك كتابة مسودة دراسة الجدوى الأولى بنفسك بغض النظر عن تخصصك وخلفيتك العلمية، ويكفي أن تطّلع على أحد الكتب أو على عدة مواقع إلكترونيّة أو غيرها من المصادر المتاحة لك، ويجب أن تشمل تلك الدراسة معلومات تفصيلية عمّا يأتي:
· فكرة المشروع الذي تنوي تنفيذه، وتُحدّد السلعة أو الخدمة التي تُقدّمها. دراسة عن السوق المُتاح وحجمه.
· تحديد فئة الجمهور أو العملاء "الزبائن" المستهدفة بالمشروع، وحجمها وقدرتها الشرائية وحاجاتها ونحو ذلك.
· تحديد مكان إقامة المشروع ومدى مناسبة المكان للمشروع وإذا ما كان ذلك المكان متاحاً أم لا.
· المواد واللوازم الماديّة المختلفة التي سيحتاجها المشروع، وهي تشمل ذكر الأدوات والمواد والأشخاص "الموظفين" وكل ما يحتاجه المشروع حتى ينشأ.
· تكلفة المشروع حتى يصبح قائماً ويبدأ بإعطاء أوّل ربح له، ومقدار الربح، ويجب كذلك تقدير الوقت اللازم لقيام المشروع، ومن ثمّ البدء بإنتاج أول ربح بعد أن استعادة رأس المال، وهي خطة مالية شاملة.
· كتابة كل ما سبق على شكل خطّة زمنية محددة ودقيقة. لا تعتمد على المسودة وحدها؛ بل يجب عليك أن تصل إلى دراسة جدوى مُكتملة وجاهزة للتقديم إذا كنت ترغب بالحصول على تمويل أو حتّى إذا أردتها حتى تبدأ عملك الخاص فهي أساسية لنجاح المشروع، ويجب سؤال أصحاب الاختصاص للحصول على معلومات صحيحة وغير مغلوطة. دراسة الجدوى لا تُكلّف الكثير ولكنها أساسية ويجب أن تكون مستعداً لبذل بعض المال والكثير من الجهد لعملها بشكل صحيح؛ فنجاح المشروع سيعتمد عليها بالضرورة، ومن أصحاب الاختصاص الذين يمكنهم مساعدتك:
§ المحاسب: ولا يُشترط أن تُعيّن أو توظّف محاسباً خاصاً للمشروع، ولكن يكفي أن تحدد موعد جلسة استشارية واحدة يطّلع فيها المحاسب على خطتك المالية التي أعددتها في مسودة دراسة الجدوى، ويُصحّح ما يحتاج إلى تصحيح، وهي استشارة لا تُكلّف الكثير ولكنها سوف تساعدك على بناء مشروعك على أسس صحيحة حتى تتجنب أية خسائر مستقبلية بسبب سوء التخطيط، وبعدها يمكنك تحديد زيارات مشابهة لنفس المحاسب مرّةً كل شهر أو ثلاثة شهور أو ستة شهور وذلك حسب الحاجة، حتى تتأكّد من أنّ الوضع المالي يسير على ما يرام وتتأكد من أنّ المعاملات الضريبية تتم بشكل صحيح حتى لا تتسبب بضرر لمشروعك فيما بعد، ولا يمكن سوى لمحاسب أن يساعدك في هذا.
§ متخصّص بالتسويق، والذي ستكون له نظرة خاصة قد تكون أهملتها في دراستك للسوق.
§ سؤال محامٍ إذا احتجت أيّة موافقات أو تراخيص حتى تبدأ مشروعك بشكل قانوني وصحيح.
§ اسأل أحداً قام بعمل مشروع مشابه ويمكنك أخذ ما ينفع وما لا ينفع من خبرته، ولكن عليك عدم إعطائه دراستك التي كتبتها؛ حيث إنّها يجب أن تكون خاصّةً بمشروعك ولا يُفضّل أن يطلع عليها أحد إلا للضرورة
- احذر من تقليد أحد المشاريع القائمة أصلاً أو أن تُقلّد أو تنسخ إحدى دراسات الجدوى التي تجدها على الإنترنت أو في أحد الكتب أو الملفات، فلا يمكنك مزاحمة مشروع قائم على زبائنه أو سرقتهم منه، كما لا يمكنك اعتبار أيّة دراسة جدوى قابلة لأن تُطبّق على أي مشروع، فيجب عليك أن تدرس جدوى لفكرة جديدة أو مختلفة خاصّة بك لسوق جديد غير مُكتشف أو غير مُشبع بالكامل.
· خذ وقتك بعمل دراسة الجدوى ولا تتسرع بالقفز إلى التنفيذ، وقم بإيلاء هذه المسألة أهمية كبيرة، ففشل المشروع بالدراسة (وهو على الورق) أسهل من فشله وهو قيد التنفيذ، وهو أقل تكلفة مادية ومعنوية، ويمكن تصحيح عيوبه بسهولة، وتذكر أن دراسة الجدوى موضوع كبير وعميق وكُتِبَت كتب ومؤلفات عديدة عنه، ويجب أن تطلع على بعضها قبل أن تباشر في عمل دراسة الجدوى الخاصة بمشروعك، فما هذا المقال البسيط إلا مدخل تعريفي لدراسة الجدوى ولا يكفي للاتكال الكامل عليه. قد يبدو لك أن في هذه مشقة لا داعي لها، ولكن إن كنت مستعداً لبذل وقتك وجهدك لعمل "مشروع الأحلام" فيجب أن تتأكد وتتحقق من أنه سوف ينجح!!