لا أدري كيف سيستجيب طفلي للنظام المدرسي ((انتقال ابنى من دار الحضانة إلى المدرسة، التي لها نظام ودروس وكتب وواجبات ))، وكيف سيتأقلم ويجلس في الصف، وهل سيستوعب دروسه".
وتبين اختصاصية العلاج السلوكي هالة حماد أن هذه المخاوف والأسئلة مشروعة للأم، وهي شائعة، وتصيب الأمهات بشكل كبير، لأن التغيير مخيف، بيد أن هذا الخوف، يجب أن يعتري الطفل الصغير، وعلى الأهل مساندته خلال هذه المرحلة، وعدم إظهار خوفهم أمامه، مؤكدة أهمية أن عدم مبالغة الأهل في قلقهم، وإذا كان لديهم قلق يمكن أن يتحدثوا عنه فيما بينهم لا بحضور الطفل.
القلق عند الطفل يظهر بأشكال مختلفة منها؛ الكوابيس أو الشعور بآلام في الرأس أو البطن أو رفض الذهاب إلى المدرسة.
ولتخفيف حدة القلق يمكن للأم في بداية الفصل الدراسي اصطحاب طفلها إلى المدرسة، مما يتيح لها فرصة التعرّف على أمهات زملاء الصف، مما يساعد في تكوين شبكة علاقات اجتماعية تفيد ابنها، أو تشجيع الطفل على الذهاب إلى حفلة عيد ميلاد أحد زملاء الصف، وبذلك تساعد الأم طفلها في التعرف إلى زملائه عن كثب في جو من المرح بعيدا عن جدران المدرسة.
إلى جانب ضرورة تشجيع الأمل طفلها المشاركة في النشاطات اللامنهجية التي تنظمها المدرسة، كما عليها حضور اجتماعات الأهل التي تنظمها المدرسة، للتعرف إلى أهل الطلبة الموجودين في الصف نفسه، وتبادل وجهات النظر والآراء وتعزيز التواصل بين الأبناء.
والتغيير في هذا العمر بالنسبة للطفل حساس ودقيق، وله تأثير على شخصيته، بحسب ما تشير إليه اختصاصية التربية اماندا بولاندر، وتقول "الطفل في هذه المرحلة يكتشف ذاته ومحيطه، وعندما ينتقل من الحضانة التي اعتاد عليها، يشعر بالخوف، لأن المجهول ينتظره، فالطلبة جدد والمعلمة جديدة كما أن النظام جديد".
وهنا لا بد على الأهل من التحدث مع الطفل حول التغيير، وحول المدرسة، ولكن بطريقة عابرة، حتى لا نزيد من مخاوف الطفل، بحسب بولاندر، وقد يفيد أن يقوم الأهل باصطحاب الطفل إلى المدرسة الجديدة، ليتعرف عليها وعلى الساحات والصف وربما على معلمته ليتبدد قلقه ومخاوفه.
وعلى الأهل التعاون مع المعلمة في معرفة نفسية الطفل، وكيفية تقبل التغيير خلال الأيام الأولى من المدرسة، وتقول بولاندر"إن لشخصية التلميذ وتكوينه النفسي والاجتماعي دورا في التكيف مع التغيير إما بشكل سلبي أو بشكل إيجابي، فإذا نشأ الطفل في بيئة عائلية منفتحة على العلاقات الاجتماعية وتعزز لدى الطفل ملكة التواصل مع الآخرين، فإنه يكون قادرا على التكيف مع التغيرات بشكل أسرع من الأطفال الذين ينشأون في بيئة منغلقة".
وتشير بولاندر إلى أن هنالك آباء لا يقلقون من التغيير الذي سيطرأ على حياة الطفل، ظنا منهم أنه لن يشعر بشيء، وسيتأقلم مع مرور الوقت، وهذا أمر خاطئ، لأن الطفل بهذه الطريقة، يشعر أن أهله لا يكترثون بمشكلاته ومشاعره، فتبنى علاقة غير صحيحة بين الأطفال والآباء.
ولا يقتصر الأمر على الأهل في تسهيل الانتقال، فالمعلمة لها دور كبير في ذلك، إذ يجب أن تتمتع بحس الفكاهة والقدرة على ملاحظة سلوكيات الطلاب، وتحاول الاتصال مع الآباء من أجل تربية أطفال أصحاء نفسيا.
ويعتبر إنجاز الواجبات المدرسية نقلة نوعية في حياة الطالب الأكاديمية والفكرية على حد سواء. وتنصح بولاندر الأم بأن "تراقب برنامج طفلها اليومي وتتحقق من الحقيبة المدرسية، وما إذا تناول وجبة طعامه أم لا. فالشعور بالأمان يعززه الأهل ووقت الدرس لا يجوز أن يتحول إلى معركة بل إلى متعة. بحيث لا يشعر بضغط الدروس ولا براحة تامة خلال العام الدراسي لذا على الأم أن تنظم له الوقت منذ بداية العام الدراسي"