للتواصل معنا
01018460099 114

ارتياد الحضانة: تجربة يجب استثمارها لتطوير لغة الطفل وتنمية حسه الاجتماعي
خدمات التعليم 

تعد الحضانة الخيار المتاح للمرأة العاملة لترك الطفل فيها خلال ساعات الدوام، بيد أن غالبية الأمهات وبمجرد مغادرتهن باب الحضانة لاسيما بعد سماعهن لصراخ واستغاثات أطفالهن حتى يلازمهن القلق على صغارهن والشعور بالذنب.

 

وعن الإحساس بالذنب الذي يتملك كثيرا من الأمهات العاملات جراء وضع الطفل بالحضانة تلفت خبيرة العلاج النفسي د. هالة حماد، إلى ضرورة التحرر من هذه المشاعر؛ لأن الحضانة "مكان آمن للطفل يساعده على اكتشاف العالم وتطوير قدراته ومهاراته الاجتماعية والتآلف مع أقرانه".

 

وتشدد حماد على ضرورة أن تقوم الأم بطمأنة طفلها، والتحدث إليه قبل دخوله إلى الحضانة بأيام حيث تقول له بأنهما سيذهبان الى العمل وأنه هو سيذهب ليلتقي اصدقاء جددا ويلعب معهم ألعابا مميزة ومختلفة عما ألفها في منزله، مضيفة "كثير من الأمهات يعتقدن أن الطفل لا يفهم ما يقال له غير أن ذلك خاطئ فهو حساس للرسالة التي يتلقاها، وعلى الام التحدث بنبرة واثقة تشعر الصغير بالأمان وأن ما سيحدث من تغيير هو مريح".

 

من جهتها تقول اختصاصية التربية د. بيث اندرسون إن دخول الطفل الحضانة "تجربة مثيرة للمشاعر؛ إذ يشعر الطفل بالقلق والتوتر حيال انفصاله عن والديه لساعات طويلة ولأول مرة إلا أن الخبر السار هو إمكانية جعل التجربة في أسابيعها الأولى تمر بأقل قدر من الأضرار".

 

وأول خطوة يمكن للأم القيام بها لتسهيل الأمر، وفق أندرسون، تحضير الطفل لدخول الحضانة وتدريبه على الانفصال رويدا رويدا، لافتة إلى أنه "يمكن قبل ذهاب الأم للعمل بفترة أن تلجأ لترك طفلها فترة محددة لدى أي قريب مؤتمن لجعله يعتاد فكرة فراق الأم مؤقتا".

 

وعلى الوالدين، بحسب اندرسون، البحث عن أنسب حضانة يجدانها للطفل وان يتحدثا مع مسؤولة الحضانة ويخبراها بكل ما يجول في خاطرهما كأن تسأل الأم عن الطرق المتبعة في التربية وكيفية قضاء الوقت واخبار المعلم بكل ما يفضله الطفل وكيف اعتاد تناول الطعام وغيرها من المسائل التي تجلب الراحة للطفل وتبني علاقة ثقة بين الأهل والحضانة على حد سواء.

 

وتقول اندرسون "على الأم مرافقة الطفل خلال الأسبوع الأول من الحضانة، والقيام بتقليص ساعات البقاء في كل يوم الى أن يعتاد الطفل الوجوه الجديدة، مع الحرص على أخذ لعبة الطفل المفضلة معه على الحضانة ليشعر بالأمان ويتذكر محيطه العائلي باستمرار".

 

وتتفق حماد مع أندرسون في ضرورة أخذ الأم الوقت الكافي لوداع طفلها وأن تحتضنه جيدا وتقبله وتخبره أنها ستعود لاصطحابه بعد انتهاء الدوام وأن تخبره انه سيلعب الى ان تعود اليه وعندما تلتفت للمغادرة عليها الخروج من دون الالتفات الى الخلف، وعلى الام ان تدرك ان طفلها سيبكي في البداية وهذا امر طبيعي ولا يجب عليها الشعور بالذنب.

 

ومن الضروري أن تحرص الأم على العودة لاصطحاب الطفل في الموعد المحدد كل يوم، لتنمو لديه الثقة ويشعر انه في النهاية سيعود الى والديه ولن يترك في الحضانة، وفق حماد التي ترى أن على الام التحدث مع طفلها باستمرار عن الحضانة وتحبيبه فيها والتعرف على أسماء أصدقائه وتشجيعه على اللعب معهم، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تجلب قصصا تتحدث عن الحضانة والمدرسة وقراءتها له يوميا، لتعزيز فكرة ان ذهابه للحضانة امر طبيعي ولا يثير الخوف.

 

وتنصح حماد الآباء بالاستعداد النفسي لما قد يواجه الطفل من احداث ومشاجرات مع أقرانه، فانفصال الطفل عن والديه والالتحام مع أطفال آخرين "أمر مهم لنموه فهو يتعلم أسلوب العيش في المجتمع وبناء صداقات خارج الإطار العائلي".

 

من جانبها تقول اندرسون إن الطفل سرعان ما يعتاد الانفصال عن والديه، فمن الصحي أن يتعلم الطفل كيف يتدبر أموره من دونهما ويطور علاقاته مع الآخرين، منوها إلى أن الدراسات التربوية والنفسية أثبتت أن السنوات الأولى للطفل مهمة لتطوره النفسي والعقلي، وتعتبر مرحلة الدخول للحضانة ضرورة له إذ توفر أساسا متينا للنجاح في المدرسة أكاديميا واجتماعيا.

 

والحضانة الجيدة، وفق أندرسون، تساعد على تطوير لغة الطفل، وتنمي عنده الحس الاجتماعي، وتطور قدرته في السيطرة على انفعالاته وتعزز حس المسؤولية لديه.

 

وفي حال عاد الطفل غاضبا من الحضانة يجب على الأم عدم معاقبته أو إرساله الى غرفته، بل عليها أن تتفهم انه لا يستطيع التعبير عن انفعالاته والتكيف مع الانفعالات التي يعيشها في الحضانة، وقد تكون العصبية ناجمة عن تعب أو جوع، ومن هنا لابد أن تراعي الأم تلك المشاعر التي تسيطر على صغيرها وتشجيعه على التعبير عن النفس من خلال محاورته بشكل هادئ ليتخلص من الغضب الكامن بداخله.