ينبغي على الآباء أن يكونوا شركاء ناشطين في تعليم أبنائهم، وهم فقط بحاجة إلى معرفة الحيل السحرية للبدء بذلك، ومعرفة ما الذي يجب فعله للتعامل مع الطفل، مع المحافظة في الوقت نفسه على دورهم وواجباتهم.
ويعد وقت الواجبات المنزلية للعديد من الأهالي معركة حقيقية، وعلى الأقوى أن يبقى حتى النهاية محافظا على هدوئه، رغم الصراخ والعصبية والانفعال من الطفل وفقدان الصبر، الذي يصل أحيانا إلى البكاء، وقد يتخلى الأهل بعد كل هذه التصرفات عن القيام بواجبهم والاستسلام بعد ساعات الصراخ العنيف.
الأمر لا يجب أن يكون على هذا النحو، ولا ينبغي أن يكون كذلك أصلا، فمن المهم أن يدرك الوالدان أن كل شيء جديد يكون صعبا، خصوصا البدء من الصفر، فالأمر يشبه، إلى حد ما، تعليم طفل حديث الولادة الأكل والنوم.
فحل الواجبات المنزلية للطفل ليس هو الحل، كما يظن البعض من الأهالي، لتجاوز عقبة الصراخ، فالأب أو الأم ينجز المهمة بنفسه، ولكن الطفل لا يعلم كيف ولماذا ولن يساعده ذلك على تفهم وتعلم المفاهيم المدرسية.
والطرق التالية تجعل الأهل شركاء حقيقيين في مساعدة أولادهم على حل الواجبات المنزلية، وهي سهلة وتحتاج إلى صبر، ولكنها فعالة وليست سرية أو حكرا على أحد ومتاحة لمن يريد الإنجاز والتعلم:
- البدء من الصفر: إذ يجب على الوالدين البدء خطوة بخطوة مع طفلهما، بداية من فتح الحقيبة المدرسية وانتهاء بترتيبها من خلال رمي كل الكتب على الأرض وترتيب الأدوار.
وعند التعامل مع الأطفال الصغار، يجب أن يكون الوالدان متفاعلين أكثر، فيساعدان طفلهما على وضع كل نقطة في مكانها وكتابة الأحرف وتصحيح النقاط.
ولكن مع الأطفال الأكبر سنا، فإن مساعدتهم في كل شيء يخلق مشاكل، لذا يجب فصل كل موضوع ووضعهم على الطريق الصحيح، مثل تعليم كل لون وتسمية الأشياء حتى يسهل عليه المتابعة والفهم.
ويمكن إعطاء الطفل أجندة ليدون عليها واجباته المدرسية، مع عرض نوع من التعزيز الايجابي عليه عندما يستخدمها، وتعليمه أن كل شيء يحتاج إلى التنظيم لينجح، وأن يدرك الأدوار الجديدة التي سيقوم بها.
- عدم الخوف أو الحرج في حال لم يعرف أي من الوالدين أي فكرة عن الموضوع الذي يقومان بتدريسه لابنهما، وليس عيبا طلب المساعدة من الآخرين، وعلى الأقل الاعتراف بأنهما غير متأكدين، وهو أمر طبيعي.
وعلى الوالدين بتجديد ذاكرتهما وإنعاشها بإجراء بحوث صغيرة على الانترنت أو مراسلة المعلم في المدرسة، وسؤاله عن المعلومات التي تنقصهما، مع الثقة بالنفس والقدرة على تأدية واجباتهما الأبوية في الدور الجديد كشركاء لطفلهما في حل واجباته، وأن يتعلما معه ويعلماه.
- كونا شريكين، بعد عملية التنظيم الأولى، وامضيا بروح الفريق والشراكة، فأنتما تقودان سفينة مهمة، ويحتاج الطفل فيها لأن يأخذ زمام الأمور، ويكون في موقع المسؤولية.
وخذا المبادرة لتكونا حاضرين بشكل منتظم، كما يجب على الأب أو الأم الجلوس بجانب الطفل ومساعدته على تأدية واجباته؛ مثل القراءة وحل المسائل الحسابية والشرح له، أو العمل معه على جهاز الحاسوب، ومناقشته في أي نقطة لم يفهمها حول مائدة العشاء.
هذه الخطوات تستغرق وقتا حتى تعطي نتيجة، ولكنها تستحق المحاولة للتخفيف من الضغط والصراخ الناتج عن العصبية ونفاد الصبر من الأسئلة التي لا يعرف الأهل جوابها، أو من تململ الطفل من أسلوب والديه في التدريس المبني على فرض السيطرة.
ويجب أن يكون كلا الوالدين مستعدا ونشطا في تربية طفله، وقادرا على تحمل المسؤولية لتوفير الفائدة له.