مَن يريد أن يترقى في وظيفته، يتعين عليه أن يعرف جيداً كيف يلفت الأنظار إليه داخل المؤسسة التي يعمل بها، لأن الإنجازات الجيدة وحدها لا تكفي لتحقيق هذا الغرض؛ إذ يجب أن يكون المدير هو الآخر على علم بها. وأوضح أندرياس كولر، أخصائي علم نفس التواصل بمدينة زولينغن غرب ألمانيا، قائلاً :”لا يجوز أن تكون نقطة انطلاقك هي: المديرون يرون إمكانياتي وقدراتي”. وأضاف :”يتوجب على الموظف أن يتحدث عن إنجازاته ونجاحاته”.
ومن هذا المنطلق يكون الشعار الذي يجب أن يرفعه الموظف هو: «افعل شيئاً جيداً وتحدث عنه >>
ومن المهم بالطبع أن يحقق الموظف إنجازات جيدة؛ فمن يدعي ويتظاهر فقط بقدراته وإنجازاته، لا يضر في نهاية المطاف إلا نفسه.
ويرجع كولر السبب في ذلك إلى أنه سرعان ما يتم اكتشاف حقيقة المتفاخرين المدعيين ومن ثم لا يتم أخذ كلامهم على محمل الجد بعد ذلك.
ويقول كولر :”يتعين علّي أيضاً أن أصمت ذات مرة وأتيح الفرصة للآخرين للتحدث”، مشيراً إلى أن هذ الأمر يسري في المؤتمرات على وجه الخصوص.
ويفسر كولر ذلك بأن مَن يطلب الكلمة في كل موضوع يتم طرحه أثناء المؤتمر، فإنه سرعان ما يمكن أن يثير أعصاب المشاركين.
وعلى العكس من ذلك يترك الموظف انطباعاً إيجابياً، حينما يقدم إسهامات سديدة حول موضوعات محددة.
وكموظف في إطار مجموعة داخل أحد الأقسام لا يتعين على المرء أيضاً أن يأخذ دائماً كل المهام على عاتقه.
فصحيح أن الموظف الذي يصلح لكل المهام يُمثل للمدير حلاً جيداً في المواقف الطارئة، غير أن المدير يفضل إسناد المهام الهامة لشخص متخصص في مشروع أو مجال ما. وبفضل هذا التخصص يستطيع الموظف أن يثبت لمدرائه أنه لا غنى عنه ولا بديل له حتى في أوقات الأزمات التي تمر بها المؤسسة. لذا ينصح الكثير من خبراء التوظيف، الموظفين بالتخصص ولفت الأنظار إليهم من خلال معارفهم التي ترتقي لمستوى المتخصصين والخبراء، لأن الموظفين العاديين كثيرون بما فيه الكفاية.
ولكي يتمكن الموظف من تسويق نفسه لدى مدرائه ورؤسائه في العمل، يتعين عليه أولاً أن يسبر أغوار نفسه ويعرف إمكانياته وقدراته؛ لأن مَن يدرك جيداً مواطن القوة به هو فقط الذي يستطيع تسويق نفسه بنجاح.