يبدأ العام الدراسي بأماني ورغبات من الطلبة في مختلف المراحل التعليمية بالتميّز والتفوّق، وتعدّ القدرة على استكمال المثابرة على الدراسة والاجتهاد طوال العام بنفس الحماس العامل الذي يميّز الطلبة المتفوقين عن غيرهم، وكثيراً ما نجد الطلبة الأذكياء لا يستطيعون تحقيق الدرجات المتوقعة منهم في نهاية العام الدراسي، بينما يحقّق التفوّق من هم أكثر اجتهاداً ومواظبة على المذاكرة ولا يهمّ الفارق في الذكاء وسرعة البديهة في تلك الحالة حينما يكون الامتحان النهائيّ هو الفيصل بين التلاميذ. رغم أنّ الامتحان النهائي هو الذي يحدّد تفوق الطالب من عدمه، إلا أنّ العمل طول العام الدراسي هو ما يؤسّس لذلك التفوّق وحلّ كل أسئلة الامتحان بالشكل الصحيح، هذا فضلاً عن الدرجات الدراسية التي يتمّ احتسابها للطالب طوال العام بناء على مجهوده في المشاركة والحضور والقيام بالواجبات المنزلية والأنشطة، لذا فإنّ العمل يجب أن يكون طوال العام بداية من العام الدراسي وحتى ليلة الامتحان. الحماس طوال العام هو المحرك الرئيسي للاستمرار في المذاكرة والتحصيل، يمكن الحفاظ على الحماس بتنمية الحافز من أجل التفوق عبر وضع صور الشخصيات المفّضلة الذين يراهم الطالب مثله الأعلى في مجالات العلوم والتفوق، وبتعليق حكم تتحدّث عن الحماس، وتذكره بالعمل اليوميّ أمام مكتبه أو أقرب مكان يذاكر فيه دروسه يومياً، وكذلك يجب عدم الميل إلى كثرة ساعات الراحة والترفيه مع أهمية الحصول عليها ولكن بشكل مقنن في أوقات الفراغ والعطلات. وضع جدول للمذاكرة والالتزام به أمر صعب الحدوث في الكثير من الأوقات، حيث إنّ الطالب يخصّص ساعات طويلة من أجل مذاكرة المواد المختلفة دون أن يضع في اعتباره إمكانياته الذاتية وقدرته على المذاكرة لتلك الفترات أو مستواه الدراسي في المواد المختلفة، لذا يجب أن يعتمد جدول المذاكرة بشكل أساسي على مدى تقييم الطالب لنفسه في المواد المختلفة بحيث يتمّ تخصيص عدد ساعات أكثر اسبوعياً لدراسة المواد الذي يكون مستواه فيها أقل، مع الحرص على الحفاظ على التفوق في المواد الذي يتميز فيها وعدم إهمالها، وترك خمس دقائق للاستراحة كل ساعة يقوم فيها الطالب بتحريك جسمه وممارسة نشاط بدنيّ. كثرة الاطلاع وتحضير الدروس بشكل مسبق يساعد على أداء أفضل في المدرسة، فحتى إن كان الطالب مخطئاً في فهمه الذاتي للدرس فإن الشرح في المدرسة سوف يعينه على فهم أفضل مع تثبيت المعلومة وبالتالي عدم الحاجة إلى وقت طويل في حفظها، ومن الهام كذلك أن تتم عملية المذاكرة والتحضير للإمتحان في بيئة مناسبة للطالب بحيث يفضل أن تكون في مكان هادئ وخالٍ من وسائل الإلهاء المختلفة.